أرشيف

“خليجي 20” في اليمن..بطولة تحت رحمة التفجيرات والكلاب

دورة كأس الخليج العشرين أو "خليجي 20" المقرر إقامتها في الفترة من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر المقبلين ، والتي تستضيفها اليمن تعتبر بطولة استثنائية بكل المقاييس.

رغم أن اليمن استورد 25 كلب حراسة بلغت قيمتها 5 مليون دولار لـ"الإشراف" على أمن "خليجي 20"، إلا أن البطولة مازالت  تأخذ طابعاً خاصاً عن البطولات السابقة بسبب الحالة الأمنية التي يعيشها اليمن.

 وكل التأكيدات التي قدمها  اليمن عن جهوزية المنشآت الرياضية لاستقبال الوفود، فشلت في التقليل من الهاجس الأمني يرعب الأطراف المعنية في البطولة ومع سلسلة الانفجارات التي عصفت في اليمن خلال الأيام الأخيرة ازداد قلق الدول المشاركة

وما شهدته محافظة أبين التي من المقرر أن تستضيف مباريات المجموعة الأولى التي تضم منتخبات اليمن والسعودية وقطر والكويت، من معارك طاحنة بين الجيش اليمني والقبائل الموالية للحكومة من جهة وبين عناصر تنظيم القاعدة من جهة أخرى، إذ شنت المقاتلات اليمنية غارات أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى على الأقل في مواقع لتنظيم القاعدة.

اليمن يعترف

وفى السياق ذاته، اعترف محافظ مدينة عدن اليمنية الدكتور عدنان الجفري بضعف الأوضاع الأمنية التي تشهدها المحافظة حالياً، واصفاً الحالة الأمنية للمدينة "بغير المستقرة"، مطالباً مدير أمن المدينة العميد عبد الله قيران بتقديم استقالته على خلفية سلسلة الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة مؤخرا، وكان آخرها تفجيرات نادي الوحدة التي ارتفع عدد ضحاياها إلى أربعة قتلى وما يزيد على 15 جريحاً، مما دعى وزارة الخارجية الفرنسية الطلب من عائلات الفرنسيين المقيمين في اليمن لمغادرتها بسبب تدهور الوضع الأمني.

وتطرق الجفري في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق إلى دورة "خليجي 20" المزمع استضافتها في عدن، قائلاً: " إنه من المهم التركيز على أن عدن شهدت إنجازات كبيرة ومشاريع البنية تحتية أثناء التحضير للاستضافة، وهذا هو المهم لعدن، وليس مهمّاً أن يأتي الإخوة الخليجيون أو ألا يأتوا".

وبحسب صحيفة "الجريدة" الكويتية، هاجم محافظ عدن عدداً من المسئولين المحليين في محافظته، متهماً مدير عام مكتب الثقافة بعدم القيام بواجبه وعدم تقديم أي تصور لفعاليات فنية مصاحبة لـ "خليجي 20"، واصفاً مدير الثقافة بأنه "لا يجيد سوى النفخ في المزمار".

بطولة استثنائية

وأكد حمود عباد وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة لبطولة "خليجي 20" ـ التى تقام كل أربع سنوات ـ أن البطولة رغم أنها فعالية رياضية إلا أن لها أهمية كبيرة من الناحية التنموية والسياسية والإعلامية.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن الوزير عباد أكد  في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري في عدن اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح بمحافظة عدن وتأكيده وإصراره على إقامة البطولة فيها لتظل عدن الصورة الأكثر اشراقة في الفعاليات الكبرى.

ولفت إلى أن مشاريع "خليجي 20" قدمت لمحافظات عدن ولحج وأبين إضافات تنموية كبيرة ليس فقط في المجال البنية الرياضية والملاعب المتعددة وحسب، بل أيضا في مجالات التنمية المختلفة والبنية التحتية.

وأضاف الوزير أنه سيتم تعزيز توليد الطاقة الكهربائية في هذه المحافظات واستكمال مختلف البنى المرتبطة بالجوانب الصحية والإنشاءات المختلفة، معتبرا الصحفيين والأجهزة الإعلامية شركاء اللجنة المنظمة في إنجاح هذا الحدث.

إصرار يمني

ورغم اعتراف الدكتور عدنان الجفري محافظ مدينة عدن اليمنية بصعف الأوضاع الأمنية باليمن ، إلا أن اليمن مصرة على إقامة البطولة، فقد أكد حمود عباد وزير الشباب والرياضة اليمني أن بلاده مصرة على استضافة بطولة "خليجي 20" في موعدها المحدد في نوفمبر القادم، وذلك ردا على تشكيك البحرين بقدرة اليمن على الاستضافة بسبب الأوضاع الأمنية باليمن.

وقال عباد في تصريح له ردا على ما تردد من مطالبة البحرين استضافة الفعالية الرياضية الخليجية بسبب الأوضاع الأمنية باليمن: "لا يهمنا ما يقوله الآخرون، بل يهمنا ما نفعله نحن ، ونحن وبعون الله سنكون في أتم الجاهزية قبل انطلاق هذا العرس الخليجي في نوفمبر 2010".

وأضاف عباد أن كافة الترتيبات الخاصة باستضافة الفعالية تتم على أكمل وجه، من خلال استكمال البناء في العديد من المنشآت الرياضية المخصصة للمسابقة الخليجية.

ترقب خليجي

وكانت تقارير صحفية قد ذكرت عن وجود اتصالات سرية بين عدد من اتحادات كرة القدم الخليجية تتباحث فيما بينها بهدف تأجيل أو نقل "خليجي 20"، وذلك على خلفية الأوضاع الأمنية الخطيرة والتي طالت ملاعب البطولة في محافظة عدن التي تضررت من التفجيرات والسيطرة على المباني التابعة لها من قبل جماعات إرهابية.

وذكر تقرير نشر في صحيفة "الإمارات اليوم" أن الهدف من تلك الاتصالات هو تأجيل أو نقل البطولة إلى أي من الدول الخليجية المجاورة حفاظاً على أمن وسلامة الوفود المشاركة في البطولة التي بدأت تخشى فعلياً من المشاركة بسبب التوتر الأمني الحاصل هناك، والتقارير الإخبارية التي تفيد بانعدام الأمن.

وتترقب الأوساط الخليجية ما ستسفر عنه الاتصالات التي تتم بين عدد من اتحادات الكرة في المنطقة للتنسيق في ما بينهما بهذا الخصوص في متابعة تطورات الأوضاع في اليمن.

وعن التطورات الأمنية في اليمن قال سعود المهندي أمين السر العام في الاتحاد القطري لكرة القدم:" نسمع عن أخبار التفجيرات هناك لكننا في الوقت نفسه نتعامل مع اتحاد الكرة اليمني كونه الجهة الرسمية المسئولة عن تنظيم هذه البطولة، وبالنسبة لنا فإن البطولة قائمة في موعدها المحدد والمنتخب القطري يستعد للوجود في كأس الخليج المرتقبة".

وحول الخطوة التي يجب أن تتخذها اتحادات كرة القدم في دول الخليج حال اعتذر اليمن أو قرر تأجيل البطولة، أكد المهندي أنه في حال اعتذر اليمن أو تم  إلغاء البطولة فإن ذلك شيء آخر، مشيراً إلى أن الموضوع وقتها سيكون في يد رؤساء اتحادات كرة القدم في دول الخليج ليقرروا عما إذا كانت البطولة ستنقل إلى البحرين أو السعودية أو قطر أو الإمارات وفقاً لما يرونه مناسباً.

قطر ضد التأجيل

وعن الموقف القطري، قال المهندي: "نحن في قطر ضد تأجيل البطولة لأن ذلك سيؤثر سلباً في أجندتهم كوننا مرتبطين باستحقاقات أخرى".

وأشار المهندي إلى أن هناك كوادر من الشقيقة اليمن ستحضر إلى الدوحة للاطلاع على تجربة قطر في تنظيم البطولات والأحداث الرياضية الكبيرة.

وكشف المهندي عن تلقيه تأكيدات من مسئولي الكرة اليمنية بتأمين المنتخبات الخليجية والوفود المشاركة في بطولة كأس الخليج الـ20 المقررة في مدينتي عدن وأبين، في الفترة من 22 نوفمبر حتى الخامس من ديسمبر المقبلين.

وقال المهندي :" إن الاتحاد القطري تلقى تطمينات من الجانب اليمني بأن البطولة لن تواجه أي عراقيل تهدد السلامة العامة للمنتخبات الخليجية التي تستعد للمشاركة في الحدث، وان الأشقاء في اليمن لن يغامروا بتنظيم البطولة حال شعروا بوجود خطر على المشاركين في كأس الخليج".

وأوضح المهندي تحضيرات اليمنيين للبطولة تمضي في الطريق الصحيح، ونحن على ثقة بأنهم لن يقبلوا بإقامة البطولة على أرضهم حال وجدوا صعوبات أمنية تهدد الرياضيين المشاركين.

اليمن يستعد بالكلاب

وكان اليمن قد استورد في وقت سابق 25 كلب حراسة بقيمة تصل إلى 5 مليون دولار لحراسة مونديال كرة القدم "خليجي 20" المقرر أن يبدأ في نوفمبر القادم بمدينة عدن في جنوب البلاد.

ونقلت مصادر يمنية بمطار صنعاء قولها:" إنه وصل إلى اليمن 25 كلبا من نوع فوكس المتخصص بالعمل البوليسي لاستخدامها كحراسات أمنية مختصة لمراقبة الجماهير التي سوف تشارك في مونديال خليجي في نوفمبر القادم".

وأضافت المصادر أن الكلاب ستوزع على 20 بوابة لدخول المشجعين وخمسة كلاب سوف تعمل في القاعات الخاصة باستراحة اللاعبين وصالات تبديل الملابس.

وأكدت أن اللجنة العليا المشرفة على إقامة "خليجي 20" باليمن قررت استضافته بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، نظرا للظروف الأمنية التي تمر بها محافظة أبين والتي تعد المركز الأساسي لخلايا تنظيم القاعدة.

أوبريت "خليجي20"

ويشارك ثلاثة آلاف شخص في أوبريت "خليجي 20" الذي يلحنه الدكتور عبد الرب إدريس، ويضم نخبة من الفنانين بقيادته ومشاركة محمد عبده ، محمد مرشد ناجي، علي بن محمد، فؤاد الكبسي، ورنا حداد وأسماء أخرى لم تقر بعد، ويشتمل الأوبريت على رقصات وفنون شعبية تعكس الأرث التاريخي لليمن.

ويقود الفنانان محمد عبده وعبد الرب إدريس اللوحة الثقافية التي تحمل عنوان "الوحدة الحكمة وصية كبيرة" وهي من كلمات الشاعر اليمني عباس الديلمي ، فيما وضع ألحانها والموسيقى التصويرية للعمل الدكتور إدريس، وقسمت اللوحة إلى ست لوحات في تجربة إخراجية تشترك فيها مجموعة من الفنون كالسينما والمسرح والرقص الشعبي والموسيقى والأغاني الشعبية والموروث والطقوس المأخوذة من الموروث الشعبي.

زر الذهاب إلى الأعلى